طوارئ في مديريات التربية لتعويضهم من القوائم الاحتياطية للناجحين
80 بالمائة من الأساتذة الجدد لم يلتحقوا بمناصبهم!
كشفت إحصائيات ضبطتها مديريات التربية للولايات، أن نسبة 80 بالمائة من الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقات التوظيف التي نظمتها وزارة التربية الوطنية مارس الماضي، لم يلتحقوا بمناصبهم في أول دخول لهم، بسبب تأكد نجاحهم في ولايات أخرى.
علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن اللقاءات المطولة التي عقدها مديرو التربية للولايات مع مديري المؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة، لضبط وضعية الشغور البيداغوجي، نهاية الأسبوع الماضي، قد بينت أن نسبة 80 بالمائة من الأساتذة الجدد خاصة في مادتي الرياضيات والفرنسية، لم يلتحقوا بمناصبهم في أول دخول لهم وهو الفاتح من شهر سبتمبر الجاري، رغم أنهم قد استفادوا من تكوين بيداغوجي إلزامي وتحضيري خلال عطلة الصيف، واستلموا بعدها قرارات التعيين، مؤكدة في ذات السياق أنه بعد التدقيق في القضية بناء على المعلومات والمعطيات المتوفرة، اتضح أن هؤلاء المترشحين قد اجتازوا مسابقات التوظيف في عدة مديريات للتربية، وبعدما تأكد نجاحهم في عدة جهات قاموا بانتقاء واختيار الولاية التي تناسبهم وتناسب ظروفهم والأقرب من سكناهم.
وأكدت نفس المصادر، أن هذه "الاختلالات" وجملة المشاكل التي ظهرت في الدخول المدرسي، بعد الفاتح سبتمبر الجاري، قد دفعت بمديريات التربية للولايات، إلى اتخاذ جملة من الإجراءات "الاستعجالية" لتسوية الوضعية التي من شأنها سد الشغور وعدم ترك المتمدرسين دون أساتذة، أهمها العمل على إبقاء التلاميذ في أقسامهم في أول دخول مدرسي لهم الذي سيكون يوم غد الأحد، وذلك بالتنسيق مع مشرفي التربية، وعدم السماح لهم بمغادرة المؤسسة التربوية، ليتم الشروع في اليوم الموالي ابتداء من يوم الاثنين المقبل، بضبط وضعية الشغور مجددا بعقد لقاءات جديدة مع مديري المؤسسات التربوية، بمنح الأساتذة الجدد مهلة 48 ساعة، وفي حال عدم التحاقهم يتم تعويضهم مباشرة بالأساتذة المستخلفين، مع ضرورة الاحتفاظ بقائمة السنة الماضية، نظرا للعلاقة الجيدة التي تربطهم بتلاميذهم وكذا الخبرة المهنية التي اكتسبوها في الميدان.
ومعلوم أن مديريات التربية كانت قد استعانت بالناجحين في القوائم الاحتياطية كمرحلة أولى، لسد الشغور في المناصب البيداغوجية، بسبب نجاح عدد كبير من الأساتذة في مسابقات الترقية إلى رتبة مدير والذين فاق عددهم وطنيا 7 آلاف أستاذ، إضافة إلى خروج العديد من الأساتذة في تقاعد، وكذا قضية الانتدابات، والاستيداع، الاستقالات والوفيات، وكذا تقديرات مديريات التربية غير الصحيحة بخصوص عدد المناصب الشاغرة التي تحتاج إلى تعويض، خاصة عند القيام بإعادة تنظيم القوائم التربوية، لكنه ورغم ذلك فإن المشكل لا يزال مطروحا لحد الساعة، حيث إن وزارة التربية من خلال مديرياتها الولائية، تسعى إلى تسويته ولو بصفة مؤقتة لضمان دخول مدرسي"هادئ" دون فوضى واحتجاجات، خاصة أن نقابات التربية المستقلة وخلال اللقاء الأخير الذي جمعهم بوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، قد تعهدت بالالتزام بالهدنة إلى غاية تاريخ الـ45 أكتوبر المقبل، أين ستنطلق الوزيرة في عقد لقاءات ثنائية مع الشركاء الاجتماعيين لفتح النقاش حول الملفات العالقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق